في محل صغير بحي شوفالي بالجزائر العاصمة،  يزاول فريد برفقة زوجته سامية مهنتها في تحضير المحاجب التي برعا في تحضيرها ونالا شهرة كبيرة وسمعة طيبة وسط المنطقة .

 قصة الزوجان مع المحاجب تمتد لسنة 1993، حيث كان فريد يعمل كمحاسب في أحد المستشفيات بالعاصمة و في نفس الوقت كان يعمل بدوام جزئي في محله الصغير لبيع المحاجب، و مع الضغط الناتج عن العمل في وظيفتين قرر ترك عمله في المستشفى  والتفرغ  في محل صنع المحاجب، و لما تعرف على زوجته و عرف أنها تبرع في تحضيرها قرر التخصص في هذا المجال.

يقول فريد أنه كان عاشقا للمحاجب التي تحضرها زوجته، فكان دؤوب على التسوق واقتناء  مستلزمات تحضير المحاجب، حتى أصبح مع الوقت يحضر بنفسه المحاجب في محله، وتقوم زوجته سامية التي تستيقظ في الصباح الباكر على الساعة الخامسة  و النصف تقريبا بتحضير العجينة لتأتي بعدها العاملات للبدء بحشوها و تحضيرها للزبائن، وعند فتح المحل في الصباح د يكون كل شيء جاهزا، فهم يحبون تقديم محاجب جديد و ساخنة لزبائنهم.

تقول زوجته سامية أن طريقة  تحضير المحاجب تختلف من منطقة لأخرى ففي العاصمة مثلا تحضر بالبصل و الطماطم و في مناطق أخرى هناك من يحضرها بالبصل فقط…وحسبها فإن ما يميز المحاجب التي يحضرونها هو اللمسة العصرية في الحشو، فأولادها – مثلا- في صغرهم كانوا لا يحبون “الحار” و لا البصل، فكانت سامية تقوم بتحضيرها بالتونة أو بالدجاج..، من هنا جاءتها فكرة تحضير المحاجب بأذواق أخرى، وسر نجاح المحاجب – حسبها- التي تحضرها هي طريقة التحضير التي ورثتها عن والدتها التي كانت صعبة الإرضاء، وتضيف سامية أنها كان تعيد تحضير الطبق لعدة مرات حتى تنجح فيه.

يأخذ شكل الطبق أو المحاجب عند سامية أهمية خاصة،  كون أن الانسان يأكل يستهلك ” ببصره ” قبل فمه، فإذا أُعجب بالشكل فإنه سيقوم بتناول الطبق  لا محالة . 

  يتوفد على ” دار الطاجين ” العديد من محبي ” المحاجب ” ، خاصة الأحياء المجاورة لمحله  ويقول ” فريد ” أن لديه زبائن أجانب ، حتى من فنزويلا و أمريكا و السعودية يزورون محله  لشراء المحاجب و أخذها معهم.