شابان يجوبان الجزائر  على دراجتيهما الهوائية من أجل البيئة

آخر تحديث: 2019-11-27 | 18:24
شابان يجوبان الجزائر  على دراجتيهما الهوائية من أجل البيئة مجتمع

عاشور وعماد شابان قررا أن يجوبا الجزائر  على متن دراجتيهما الهوائية، ليس للمتعة والرياضة فقط، بل من أجل التحسيس بقضايا إيكولوجية  ، أطلقا على مغامرتهما تسمية Algérie en vélo  وهي مبادرة ايكولوجية ورياضية  في نفس الوقت ،قد تبدو صعبة التنفيذ للبعض ولكنها مغامرة تستحق الخوض حسب الشابين المدفوعين بحماس شديد . 

 

 يقول عماد إجنادن، صاحب المبادرة لـ” جو نيوز ” ” بأن فكرة Algérie en vélo قد راودته بعد أن خاض مغامرة بالدراجة الهوائية رفقة صديق له يدعى محمود المغاربي، انتقلوا فيها من العاصمة إلى تمنراست، لتتطور الفكرة وأهدافها وتصل إلى كل ربوع الوطن. 

اتصل عماد بصديقه أغرود عاشور الذي يقطن بفرنسا لمشاركته فكرته، وكان رده بالقبول للانطلاق في مغامرة جديدة. أخذ الشابين استراحة من مسؤولياتهما ومن عملهما وقررا تكريس ثلاثة أشهر من وقتهما من أجل الطبيعة ومن أجل الجزائر.

 

“في كل مرحلة سنغرس شجرة”

اختار عماد إجنادن وأغرود عاشور، الدراجة الهوائية كوسيلة تنقّل إيكولوجية، ولهذا كان عليهما التحضير جيدا لرحلة تمتدّ على مسافة 7300 كلم، فاستغرقوا عامين للتحضير الجسدي والنفسي والتخطيط للمسافة التي سيقطعونها. 

وضع الشابين برنامج قسّموه إلى 70 مرحلة أي بمعدل 100 كلم في اليوم، حيث تدوم رحلتهما ثلاثة أشهر، سيتنقلون فيها من الشمال إلى الجنوب الشرقي بعدها يتوجهون إلى الجنوب الغربي ومن ثم إلى الغرب.

في كل مرحلة يقوم الشباب بغرس شجرة من أجل ترك بصمة خضراء كهدية للطبيعة وللمواطنين. يرافقهما في هذه الرحلة مغامرين آخرين عمار بن يحيا وندير كيندي اللذان يساعدانهما في نقل معدات التخييم والتشجير بالسيارة. 

 

تحدي، مغامرة وسياحة

على المستوى الشخصي، تمثّل هذه الرحلة لعماد وعاشور تحديا واختبارا لقدراتهما الجسدية والنفسية، وعن أهدافهم الموجّهة، فإنهم يعملون على تشجيع السياحة بالدرجة الأولى والتحسيس بأهمية المحافظة على البيئة والتحفيز على ممارسة الرياضة.

 يريد الشباب من خلال هذه المبادرة أيضا، إيصال رسالة للمواطنين الجزائريين بأنّ اكتشاف المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها البلاد والاستمتاع بها وأيضا التعرّف على عادات وتقاليد العديد من الولايات، لا يتطلب وسائل مادية كبيرة.   

بالوسائل القليلة التي يملكونها، يحاول الشباب التعريف بعادات وتقاليد المناطق التي يلجأون إليها كلما سنحت لهم الفرصة.

وعن الصعوبات التي واجهتهم خلال رحلتهم، فقد أشار عماد إلى أن هناك نقص كبير في الجنوب لمحطات الخدمات والمقاهي، لدرجة أنهم كانوا يتنقلون في بعض الأحيان لمسافة 300 كم دون إيجاد أية محطة أو مقهى، إلى جانب عدم وجود ممرّات مخصصة للدراجات الهوائية مما جعل مهمّة الشابين الرياضيين أصعب، وكذا الطرق المهترئة في العديد من المناطق والتي لا تناسب التنقل بالدراجات.

الشعب الجزائري مثال الجود والكرم

انبهر الشباب المغامرون بكرم وحسن ضيافة المواطنين والجمعيات في مختلف ولايات الوطن، ففي كل محطة كانوا يجدون مبيتا لهم، بعد كل منشور لهم على الفايسبوك، كلما علموا بأنهم في ولاية ما يتصلون بالشباب المغامرون من أجل استقبالهم في بيوتهم.

إرادة الشابين في ترسيخ القيم البيئية لدى المواطنين لم تتوقف عند هذه المبادرة، بل أطلقوا في نفس الوقت حملة تشجير على الفايسبوك، لحثّهم على غرس الأشجار وإرسال صورة لصفحة Algérie en vélo من أجل نشرها، وقد نالت الفكرة إعجاب الكثيرين، حيث تم زرع 25 شجرة إلى غاية الآن في عدة ولايات.

بدأت مغامرة الشباب الأربعة في 25 سبتمبر ومن المفترض أن تنتهي في شهر ديسمبر المقبل ليقوموا بغرس آخر شجرة في رحلتهم بأقبو ولكن الآثار الإيجابية التي سيتركونها بعد هذه الرحلة ستبقى راسخة.

 

كل شيء على جو

"جو راديو jow radio" إذاعة شبابية ترفيهية فنية تبث من الجزائر عبر الأنترنيت وبشبكة برامجية ثرية ومتنوعة تجمع بين الفن والثقافة، الرياضة، الترفيه والكثير من الموسيقى على مدار الساعة، إضافة إلى تقديم مضامين ترفيهية وثقافية واجتماعية عبر منصاتها على الفايسبوك واليوتيوب والانستغرام .

زيدو حوسو
app