كلما شاهدت فيديو أو نقرت فإنك تلوّث البيئة

آخر تحديث: 2019-11-13 | 21:56
كلما شاهدت فيديو أو نقرت فإنك تلوّث البيئة علوم وتكنولوجيا

 

مشاهدتك للفيديو على الانترنت تفرز 300 مليون طن من ثاني اكسيد الكربون

نتج عن استعمال الفيديوهات على الانترنت أكثر من 300 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون العام الماضي، حسب ما أوضحه جان مارك جانكوفيسي، المهندس والمختص في التلوث الرقمي من مركز أبحاث “The shift project”.
نشر هذا التقرير في 10 سبتمبر 2019 بمناسبة إطلاق منصة ” ديزني+  ” في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ستطلق أيضا في فرنسا في الـ31 مارس 2020.

يمتلك جان مارك جانكوفيسي هاتفًا خلويًا يبدو أنه بدأ في استعماله سنة 2008، حيث يحاول رئيس مركز الأبحاث The” “Shift Project ، الذي شارك في كتابة التقرير ” Pour une sobriété numérique”، تطبيق التعاليم التي يدافع عنها في حياته اليومية، أي التقليل من استخدام الأجهزة الرقمية، التي تعتبر جد ملوّثة، في انتظار أن يتم إصدار قانون تنظيمي في هذا المجال.

 ما الذي يسبّب التلوث بالضبط ؟

إنتاج الأجهزة يعدّ من بين الأسباب الرئيسية للتلّوث، فمثلا لإنتاج هاتف ذكي فإنه يجب حوالي 50 أو 100 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون الذي يُوجّه مباشرة إلى الجو،  في حين أن الهاتف يزن 200 غرام فقط، حيث حذّر المهندس جانكوفيسي من الاستهانة بالحجم الصغير للجهاز، قائلا:” لا يجب الاعتقاد بأنّ الحجم الصغير للجهاز يعني أن صناعته كانت أقل تلويثًا، بل إنه العكس تماما، فتصغير المكونات وتعقيدها يثقل حجم الفاتورة الكربونية”.

وحسب تقرير نشرته وكالة البيئة والتّحكم في الطاقة نهاية السنة الماضية، فإنّ الحواسيب المحمولة تشكّل ضررا أكبر، بحيث أن تصنيعها يتطلب 800 كيلوغرام من المواد الأولية كالبلاستيك، الألمنيوم، النحاس والمعادن الحديدية وغيرها، التي تفرز 124 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون.

الرقمي أكثر تلويثا من قطاع الطيران المدني

يشير تقرير “Pour une sobriété numérique” إلى أنّ التكنولوجيا الرقمية تسبّبت في ارتفاع انبعاثات الغاز المسبّبة للاحتباس الحراري إلى غاية النصف منذ عام 2013، حيث ارتفعت النسبة من 2.5 % إلى 3.7 % من إجمالي الانبعاثات العالمية، مما يعدّ أكثر من نسبة 2% من انبعاثات الغاز المسبّبة للاحتباس الحراري الناتجة عن قطاع الطيران المدني سنة 2018.  

كما أنّ الرقمي يستهلك نسبة كبيرة من الكهرباء: في المصانع أين يتم تصنيع المكونات وتركيبها، وفي المراكز التي تدور فيها الخوادم، وفي المنازل عند تشغيل الانترنت وغيرها، وصرّح رئيس ” The Shift Project ” قائلا: ” إنّ ثلثي الانتاج العالمي للكهرباء يأتي من الفحم والغاز، أي أنه جدّ ملوّث”، مضيفا أنه هذا هو حال الصين وكوريا الجنوبية اللتان تصنعان معظم المكوّنات.

الفيديوهات على الانترنت تدمّر البيئة

من بين جميع استخدامات الإنترنت، فإنّ le streaming vidéo يعتبر المدمّر بشكل خاص للبيئة، فهو معبّأ بالبيانات الحاملة لمختلف الوسائط (الصوت والنص وملايين الصور)، حيث يبيّن محرّر التقرير بأنّ 80% من   حركة الأنترنيت ناتج عن المعطيات المرتبطة باستعمال الفيديو، مبرزا حتى وإن كان الاهتمام يخص مشاهدة الفيديو على الانترنت فإنّ النسبة ستنخفض فقط بنسبة 20% أي ما يعادل 60%. وبصفة عامة، فإنّ أكبر ربع من الفيديوهات المستخدمة هي تلك التابعة لنتفليكس وخدمات أخرى متعلقة بمنصات streaming، وربع صغير يتعلق باليوتيوب، وربع للإباحية والباقي يتعلق أساسا بالفيديوهات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أفرزت مشاهدة الفيديو عبر الإنترنت أكثر من 300 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2018 ، وهي بصمة كربون مماثلة للانبعاثات السنوية لإسبانيا، وفقًا لتقرير The Shift Project الخاص بالفيديو، موضحة أنّ هذا الرقم في تزايد، لأنّ عروض الفيديو عالية الجودة تتضاعف أكثر.

 

هل أنتم مع تغيير نمط حياتك؟

إذا كنت ترغب في المساهمة في الحفاظ على الأرض، عبر حذف رسائلك البريدية، فلا تعتمد على جان مارك جانكوفيسي لتشجيعك، حيث يقول :”إنّ حذف الرسائل البريدية وتجنّب المرفقات بالإمضاء هو أمر جيد ولكنه نادر، فنسبة 1% أو 2% من الانبعاثات لن تجعلنا نحترم اتفاقية باريس.”

التعاليم التي أصدرها جان مارك بعد الدراسة التي عمل عليها، تعتبر تغييرا جذريا لنمط الحياة، خاصة بالنسبة للجيل الشاب، الذي ينمو والهاتف الذكي بيده، حيث يقول:”الشيء الأكثر أهمية هو شراء أقل عدد ممكن من الأجهزة، وتجديدها نادرا، واقتناء الأجهزة البسيطة التي بها كل ما تحتاجه، فكلما زاد عدد الميزات، زاد حجم الشاشة وزاد التلوث ليتم إنتاج الهاتف الذكي”.

يعطي جان مارك جانكوفيسي بعض الطرق للتقليل أو الحدّ من النسبة الكربون:  

  • حين تقطع الاتصال بالانترنت في العطلة تكون قد ساهمت في الحفاظ على الكوكب
  • تفادى استعمال الهاتف النقال والحاسوب بكثرة
  • قلّل من استعمال الانترنت
  • تفادى مشاهدة الفيديوهات بكثرة وإذا شاهدتها فيجب مشاهدتها بجودة منخفضة.

إذا بعد كل ما قرأته، هل ستساهم في التقليل من التلوث الرقمي وتتخلى عن هاتفك الجوال أو حاسوبك؟

 

المصدر

كل شيء على جو

"جو راديو jow radio" إذاعة شبابية ترفيهية فنية تبث من الجزائر عبر الأنترنيت وبشبكة برامجية ثرية ومتنوعة تجمع بين الفن والثقافة، الرياضة، الترفيه والكثير من الموسيقى على مدار الساعة، إضافة إلى تقديم مضامين ترفيهية وثقافية واجتماعية عبر منصاتها على الفايسبوك واليوتيوب والانستغرام .

زيدو حوسو
app