كان من الدعاة للديمقراطية الحقّة ولإصلاح المجتمعات ووصف في كتبه مشكلات الحضارة التي مرّت وتمرّ بها الأمة العربية وصفًا دقيقًا وشرح في “شروط النهضة” كيفية تطوير البلدان لكنه تعرض للتهميش، من أشهر مقولاته: “الجهل في حقيقته وثنية؛ لأنه لا يغرس أفكارًا بل ينصّب أصنامًا”.
ولد في الفاتح من جانفي 1905 بمدينة قسنطينة، أتقن العربية والفرنسية وتفوّق في الابتدائية بتبسّة. في صغره شارك في الدعوة للنضال ضدّ المحتلّ الفرنسيّ، تأثر بابن باديس وبالمعلّم “أوجين يونغ” صاحب كتاب “الإسلام بين الحوت والدب”.
طالع كثيرا الكتب التي ألّفها المفكرون والفلاسفة، وسافر في 1925 لفرنسا بحثًا عن عمل، تابعته فرنسا بالمراقبة بعد مشاركته في الحزب الوطني الجزائري وانتخابه نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين. اِشتهر بعد محاضرة ألقاها بعنوان “لماذا نحن مسلمون؟” عام 1931.
درس في فرنسا الهندسة الكهربائية وتحصل على الشهادة في 1935، بحث عن عمل في عدّة دول لكنه لم يحالفه الحظ. كما تمّ اعتقاله وسجنه لأشهر عديدة بعدما حاول تشكيل حركة سياسية في فرنسا.
هاجر لمصر وألّف كتبا وترجم أخرى إلى العربية ثمّ عينته الحكومة المصرّية مستشارا في المؤتمر الإسلاميّ. لم يعد للجزائر لغاية سنة 1963وعيّن مديرا عاما للتعليم العالي عام 1967 غير أنه ظلّ في المنصب لمدّة قصيرة.
أصيب بسرطان الدماغ ومات في 31 أكتوبر 1973، من أبرز مؤلفاته: شروط النهضة، مشكلة الثقافة، الظاهرة القرآنيّة، مشكلة الأفكار، تأملات.
تحرير: حمزة فؤاد مطيبع.