الشعر يعد تعبيراً وجدانياً انفعالياً مع مختلف الأحداث التي يعيشها الإنسان أو التي تفرض عليه، فيعبر عنها ويجسدها بطريقته الخاصة. قمنا باستضافة الشاعرة الشابة لينا مزالة على منصة جو نيوز لتشاركنا تجربتها مع كتابة الشعر وواقع الشعر في الجزائر.
من هي لينا مزالة ؟
أنا لينا من بومرداس طالبة لغة فرنسية في المدرسة العليا للأساتذة ، عمري 21 سنة، أحب الحياة جدا لذا أدوّن كل اللحظات والمحطات التي أمر عبرها فشغفي بالكتابة سببه الشغف الذي أكنه للحياة، فأنا أستمتع بحلوها ومرّها.
كيف اكتشفت شغفك بكتابة الشعر ؟
الكاتب لا يخلق كاتباً إلا أنني كنت أمارس الكتابة منذ الإبتدائية و كنت أعتبر نفسي لا أجيدها إطلاقاً، عبرت عما في داخلي كطفلة بهذه الطريقة، كنت أكتب الخواطر ثم انتقلت إلى القصص القصيرة و الآن أنا أكتب قصيدة النثر التي أجدها تناسبني أكثر من أي نوع آخر.
هل أنت مولعة بقراءة الكتب ؟
اعتدت على المطالعة، فقد قرأت كل الكتب الموجودة بحوزة أمي منذ صغري، في اعتقادي هذه الكتب تبنيني وأنا أبني نفسي بطريقة لا تشبه أحد.
هل تعتقدين أن من لا يقرأ الكتب لا يستطيع كتابة الشعر ؟
القراءة بالتأكيد جزء لا يتجزأ من حياة أي كاتب أو شاعر، فأي كتاب تقرأه يعطيك مصطلحات جديدة ويجعلك تفكر من زاوية أخرى، لكن برأيي أنه ليس من الصعب أن تكون شاعر من غير أن تكون مولوع بالقراءة. ولكن من الصعب أن يتحول أي قارئ نهم إلى شاعر.
من أين تستمدين إلهامك ؟
الإلهام استمده من رغبتي الشديدة في تدوين كل ما أعيشه فأنا كلما أردت أن استشعر ذكرياتي عدت لقراءة نصوصي كما أن الموسيقى والهدوء عاملان أساسيان لا أستغني عنهما عند ممارستي للكتابة.
هل تفكرين في نشر قصائدك ؟
يقول إرنست همنغواي : الكاتب ليس من يملك كتباً بل من لديه قراء و أنا أتفق جداً مع هذه المقوله، لكن لا أنفي أهمية طباعة كتاب، فالكتاب مهم حتى تترك بصمتك للفئة المهتمة إذن نعم أفكر في طباعة نصوصي في المستقبل القريب.
كيف ترين واقع الشعر في الجزائر ؟
لا نستطيع أن ننكر قوة الأدب في مجال الشعر في بلادنا والبصمة التي تركها الشاعر محمد ديب والطاهر جعوط.. وغيرهم الكثير، لكنني أعتقد أننا نلاحظ جميعنا كقراء أن هناك تراجع وأؤكد بأن المشهد الشعري في الجزائر متنوع وحاضر بكل أشكاله الشعرية : العمودي والحر وقصيدة النثر. فالحركة الثقافية والإبداعية في الجزائر عرفت تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة وبزغت قوة شبابية أبدعت في مختلف النشاطات الفنية. بالنسبة لي أنا من عشاق الأدب الروسي والألماني.
هل وجدت تشجيع من القراء ؟
كل نصوصي التي نشرت على صفحة بيت النص والمنصات الأدبية الأخرى لقيت إعجاباً كبيراً وحققت تفاعلاً واسعاً من قبل شعراء وقراء من مختلف بلدان الوطن العربي، وكان أول نص نشر لي عبرها “وجه مبعثر” وهذا ما شجعني على إكمال هذا المسار.
ماهي طموحاتك في مجال كتابة الشعر ؟
الشعر هو الموسيقى العاكسة للداخل الإنساني، لذلك أطمح في مزج الصوت والأداء مع ما أكتبه وأحرر نصوصي من الورق بمعنى آخر أطمح في تطوير نفسي في مجال الأدب المسموع ولما لا خلق شكل جديد للشعر.
من هو شاعرك المفضل ؟
أحب شعراء كثيرين فأنا أقرأ للعديد حتى الصاعدين منهم لكن وإن وجب علي أن أختار شاعراً واحداً فقط سيكون الشاعر الكبير محمود درويش، إنه الشعر، إله الشعر كما نسميه.
ماهي رسالتك للشباب ؟
اقرأ، فكر، وعبر.. جميعنا نملك هؤلاء الأشخاص الذين كانوا بصورة أو بأخرى سبب لنجاحنا أو فشلنا، كثير من الأشخاص أحاطوني بكم كبير من الأمان والدعم، وآخرون كانت محاولة إحباطهم لي إصرار في أن أجتهد أكثر وأعمل لنفسي. عليك أن ترى الحياة من زاويتك أنت.. واحتفظ بتلك الزاوية لنفسك، من حيث الإحساس والحب، لا أحد يستطيع أن يرى الحياة مثل ما داخلك يراها..
حاورتها : ياسمين عبة.