الرسم هو نوع من أنواع الفن التشكيلي حيث يقوم فيه الفنان بالتعبير عن المواضيع والأحاسيس المختلفة التي يتعرض لها أو الذي تدور في المحيط الذي حوله عن طريق الخطوط والألوان والأشكال المختلفة، كما أن الرسم يمكن للفنان من خلاله أن يعبر عن عمق ما بداخله. عبد الرحمن جار الله لديه موهبة في الرسم والفن التشكيلي، يجسد لوحات تخطف الأنفاس ميزته عن غيره وأعطته هوية فنية خاصة به، في هذا الحوار الحصري ستتعرفون أكثر على عبد الرحمن، شغفه، والفن الذي يقدمه.

1. من هو عبد الرحمن

هذا سؤال فلسفي لكن سأحاول الإجابة بطريقة بسيطة، أنا عبد الرحمن من باتنة عمري 16 سنة شاب شغوف بالكثير من الأمور الجميلة مثل الرسم بكل أنواعه التقليدي والعصري ومهتم بمجال البرمجة، والسبب وراء شغفي بالكثير من الأمور هو حقيقة أنني لا أحب تضييع الوقت كما أنني مهووس بالإنتاجية.

2. كيف اكتشفت شغفك بالرسم والفن التشكيلي ؟

كنت أقوم بالكثير من الخربشات في صغري لكن في سنة 2017 كانت بدايتي في عالم الفن بشكل جدي ولحد الآن أؤمن أنني لم أقدم بعد كل ما أملك من موهبة. بدأت برسم الأنمي، الكرتون.. لكن لا أعتبر نفسي أنني دخلت بعد عالم الفن التشكيلي بالشكل الصحيح.

أما بخصوص الأمر الذي ساعدني على اكتشاف شغفي هو مواقع التواصل الإجتماعي، كنت أشاهد الكثير من الفنانين التشكيليين الذين يرسمون بطريقة رائعة وأفضل مني بألف مرة، بدأت أتسائل لماذا لا يمكنني تقديم لوحات فنية مثل لوحاتهم وماذا ينقصني لأكون مثلهم. في الحقيقة هذه التساؤلات هي التي أشعلت روح التحدي في نفسي، بعدها اكتشفت المدرسة الواقعية وبدأت الرسم بالغرافيت سنة 2018.

أنا إنسان أملك موهبة لكنني عملت دوما على تطويرها وهذا الأمر سمح لي بالتعلم بسرعة، مثلا استعمال الغرافيت الذي يتطلب على الأقل 3 سنوات لتعلمته، أنا استطعت تعلمه في غضون ستة أشهر، وبعد ما أتقنت الغرافيت انتقلت للألوان وبدأت بطلاء الغواش. هذا العام اكتشفت الألوان الزيتية، لم أجد صعوبة في استعمالها لأنني تعودت على استعمال الغرافيت في السابق وعندما تكون خبير في خامة معينة في المدرسة الواقعية لن تجد صعوبة في اتقان خامة أخرى.

3. ما هو سر جمالية لوحاتك ؟

هذا أمر متروك للجمهور لكن أظن أن الأمر الذي أركز عليه كثيرا في لوحاتي أنني أرسمهم بطريقة واقعية وأدخل عليهم التجريدية في نفس الوقت لأنها تساعدني في خلق واقعية والإبقاء على التوازن بينهم، هذا هو السر الوحيد على حد علمي.

4. هل ممكن للشاب الجزائري أن يحقق طموحاته خاصة في مجال الفن التشكيلي ؟

لا أعتقد ذلك، لأنه يوجد نقص كبير في الإمكانيات. صحيح أنه في باتنة توجد بعض الألوان الزيتية المستوردة من الخارج لكن دائما نجد التركيز على الولايات الكبرى بالمقارنة مع باقي الولايات، هذا السبب الأول. بالإضافة إلى أننا نفتقد لثقافة تقدير الفن وهناك نقص في صالات العرض، كما أن بعض الأشخاص لديهم عقلية *هل يمكنك أن ترسمني بالمجان ؟* وهذا بسبب انعدام ثقافة تقدير الفن، فبالتالي خلقت ثقافة أخرى وهي أن الأشخاص الذين يطلبون رسمات بالمجان يعتقدون أن الرسام شخص طماع ويهمه المال فقط.

5. من هو قدوتك في هذا المجال ؟

لا يوجد شخص معين لكن كل شخص أتابعه على الإنستغرام أو اليوتيوب ويضيف لي شيء ما أعتبره قدوة بالنسبة لي.

6. سلبيات الفن التشكيلي في الجزائر

من بين أهم السلبيات هو أنه لا توجد مدارس كافية خاصة بالفن، بالإضافة إلى أن الفنان لا يمكنه الإعتماد على الفن لوحده كمصدر دخل.

7. هل تطمح للعالمية ؟

أي شخص شغوف بأمر ما أو يسعى للنجاح من الطبيعي أن يطمح للعالمية، لذلك نعم بالطبع أطمح للعالمية لكن لا يمكنني أن أجزم إذا كنت سأصل حقا أم لا، سنترك هذا الأمر للوقت. حقيقة حاليا لست مركز على الوصول للعالمية بقدر ما أنا مركز على الرحلة ككل في صناعة الفن.

8. ماهي مشاريعك المستقبلية ؟

لست متأكد بعد ما هي مشاريعي المستقبلية بالضبط و لدي حاليا ثلاث لوحات كبيرة فقط بالألوان الزيتية، لهذا مشروعي الحالي والأساسي هو تشكيل 20 لوحة على الأقل مما سيسمح لي بعمل *portfolio* وسيكون بمثابة معرض يجمع كل أعمالي.

لدي أيضا مشروع آخر يتمثل في تنظيم معرض في الجزائر العاصمة بحكم أن معظم محبي أعمالي متواجدون في العاصمة، كنت سأقوم بتجسيده هذا العام لكن الوباء أوقف كل شيء مع الأسف.

9. نصيحتك للشباب

نصيحتي للشباب هي: ‘’ كفوا عن تضييع وقتكم واستغلوا مواقع التواصل الإجتماعي في شيء مفيد، من المستحسن أيضا أن تحددوا أهدافكم من البداية ويجب أن تكون أسمى من مجرد محاولة إرضاء الناس، اختاروا بعناية من تتابعونهم على مواقع التواصل الإجتماعي لأن هذا الأمر سيؤثر على شخصيتكم واهتماماتكم كثيرا’’.

حاورته : ياسمين عبة.