هو مفكّر وعالم نفس تحليلي وأنثروبولوجي وأستاذ مرموق ومستحدث مصطلح “إسلام الأنوار”، ولد في 23 أفريل من 1953 بولاية سكيكدة، عاش يتيما مع أخيه في مركز أيتام، ويذكر الراحل أن هذا الملجأ دفعه للتدبّر في مفاهيم فلسفية مثل الإنسان والحرية والاستعمار.

حصل على إجازة في تخصص علم النفس السريري من جامعة قسنطينة ثم انتقل إلى العاصمة باريس ونال دكتوراه في التخصص عام 1980 بإشراف “جاك لاكان” الشهير. تحصل على دكتوراه ثانية في علم الأجناس والأنثروبولوجيا سنة 1982، وفي عام 1984 حاز على دكتوراه ثالثة في العلوم السياسية، وبعدها تحوّل للتدريس بجامعة “سوربون” العريقة.

من بداية التسعينات كان محاضرا في بعض الجامعات العالمية منها “بيركلي” الأمريكية، كما أضاف لمشواره الجامعي مشوارا طبيًّا ففتح عيادة ومارس مهنة التحليل النفسي.

دافع كل حياته عن الحريات وربطها بالإسلام العصري الذي رآه الأصح وناهض النزعة الظلامية التي يروج لها المتطرفون دينيًا وهو من أوائل من دعوا إلى تبني “إسلام الأنوار”، كان يعتبر نفسه باحثا أكاديميا في الحضارة الإسلامية وليس رجل دين، وأكد أن الغرب لديهم رغبة خفيّة في أن تبقى صورة الإسلام متخلّفة ومتطرّفة، كما أنّه كان يحثّ المسلمين على الاتحاد عوض التناحر فيما بينهم، وأراد بكتاباته إظهار جمال الحضارة والثقافة الإسلامية.

ألف مالك شبل 35 كتابا يتناول الثقافة العربية والإسلامية من أبرزها: “بيان من أجل إسلام الأنوار”، “موسوعة الحب في الإسلام”، “الإسلام والعقل: معركة الأفكار”.

وصفه عميد مسجد باريس “دليل أبو بكر” بأنه يجسّد “نظرة متفتحة وعصرية للإسلام” وقالت عنه الكاتبة “جانين بواسار” أنه كان مناصرا للمستضعفين وللقضايا الإنسانية وأن الكتاب الوحيد الذي ألفه وقرأه كثير من العرب هو “الجنس والحريم” ونالت كتبه المهمة الأخرى تجاهلًا كبيرًا.

فارق الحياة بتاريخ 12 نوفمبر 2016 في سنته الـ 63 ودفن في مسقط رأسه سكيكدة تطبيقا لوصيّته.

تحرير: حمزة فؤاد مطيبع