في 23 سبتمبر من عام 1997 على الساعة 11:15 صباحا، اِلتقط المصوّر الجزائري حسين زَوْرَار صورة سرعان ما صارت منتشرة كالنار في الهشيم، فقد قامت بإبرازها 750 صحيفة يومية ومجلة عبر العالم بأكمله في صفحاتها الأولى، مثل LOS ANGELES TIMES وTHE GUARDIAN.
جسّد زَورار في صورته معاناة امرأة، أمام مستشفى “زميرلي”، فقدت أفرادًا من عائلتها بمجزرة بن طلحة الرهيبة، وكان زورار قبل العشرية الدموية قد جسّد معاناة أبناء غزة ورواندا وصوماليا وغيرها، وآلة الكاميرا التي التقط بها الصورة موضوعة ومحفوظة حاليا في “متحف الصحافة” بعاصمة الولايات المتحدة “واشنطن”.
كان حسين زَورار مصوّرا متحمسا لإظهار، عبر عدساته، الحياة اليومية في الجزائر، قبل وأثناء عمله لدى وكالة الأنباء الفرنسية، وتحصلت هذه الصورة الشهيرة على جائزة الصورة الصحفية العالمية لسنة 1997 وهو أول أفريقي وشرق أوسطي يفوز بها، وظفرت أيضا بــ 6 جوائز أخرى، ونالت حظها من إلحاقها بالكتب، كما قام الفنّان الشهير PASCAL CONVERT بإنجاز فيلم وثائقي مستوحى منها وكذلك تمثال منحوت، غير أنّ حسين زورار أكد أن الصورة سببت له مشاكلا أكبر من منافعها، والكاتبة الفرنسية Marie-Monique Robin في كتابها Les 100 photos du siècle الصادر عام 1999 أضافت صورة امرأة بن طلحة ضمن قائمة “أفضل 100 صورة للقرن”، وقالت أنّ “معاناة هذه المرأة هي كذلك معاناة مجتمع بأكمله”.
بدأ حسين زورار التصوير الفوتوغرافي بتعلّم ذاتيّ، أولى صوره المنشورة كانت سنة 1979 عن طريق المجلة AFRIQUE N 1، ثم اشتغل ما بين 1987 و1990 لصالح الوكالة SIPA PRESS، بعدها عمل لسنتين مع الوكالة العريقة REUTEURS، وفي 1993 التحق بوكالة الأنباء الفرنسية لغاية 2005.
حاليا وفي الجزائر العاصمة، لا يزال زورار يكرّس وقته في التصوير لكن للصور الفنية، بعدما ابتعد عن مهنة الصحافة بسبب الصعوبات التي لاقاها لنيل بطاقة الصحفي والمشاكل التي وقعت له مع وكالة الأنباء الفرنسية AFP.
المصدر: وسائل إعلامية
حمزة فؤاد مطيبع