الشابة حسيبة مصابة بالشلل النصفي وتعمل حاليا على مشروع الكرسي المتحرك الذكي

آخر تحديث: 2020-08-23 | 11:07
الشابة حسيبة مصابة بالشلل النصفي وتعمل حاليا على مشروع الكرسي المتحرك الذكي اختيارات المحرر

الشابة حسيبة برافطة تبلغ من العمر 24 سنة ،مولودة بولاية سطيف. تعرضت لحادث سقوط أدى بها إلى الشلل النصفي، بعدها تعرضت لمضاعفات حيث أقرّ الجميع أنها ستموت أو تدخل غيبوبة، لكنها لم تمت وحاربت لتعيش وأصبحت سجينة كرسي متحرك بدون إمكانيات ولا وسائل في منطقة منعزلة، لم تكن تملك حتى كرسي متحرك لتتنقل.

قالت حسيبة أنه عندما صارحها الطبيب وأخبرها أنها لن تستطيع المشي مجدداً، خاصمت الكلام لأكثر من سنة، ثم حاولت الموت مراراً دون نتيجة، انعزلت وأنغلقت على نفسها.. الطفلة التي بداخلها كبرت وتعلمت كيف تحلم دون أن تجعل لذلك الكرسي أو المجمتع مكاناً فيها، الطفلة التي رفضت الحياة وخافت من النظرات، الطفلة التي رفضها المدير والمعلم،كما استهزء بها الكثيرون لوضعها ولفقرها، الطفلة التي تمرغت في الوحل مراراً ولم تملك في وقت ما سوى كرسي من البلاستيك بترت أحد اقدامه والتي حملها والداها على ظهره ذهاباً واياباً، تلك الطفلة كبرت وكبرت أحلامها معها.. دفنت مخاوفها.. تجاوزت هواجسها.. و هاهي تسير بأربعة عجلات نحو ماقالوا عنه مستحيل.

درست حسيبة رغم الظروف القاسية،كانت والدتها تحملها ذهاباً واياباً، حتى وصلت للطور الثانوي أين كانت على وشك خسارة حلمها في الدراسة بسبب بعد المسافة وغياب وسائل النقل، ثم بفضل الله ووالديها وأساتذتها الذين مدوا لها يد العون استطاعت أن تكمل دراستها، وبالرغم من أن المرض باغتها مرة أخرى في البكالوريا لكنها نجحت رغم ذلك.

والدتها هي أول من آمن بها وبقدراتها، فعلت المستحيل وضحّت بالكثير لتجعلها تحقق ما تريد، ووالدها كان خير سند لها.

حسيبة حالياً طالبة هندسة ميكانيكية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بعد مسار دراسي حافل بالنجاحات رغم غياب الإمكانيات،تقول أنها اختارت الهندسة الميكانيكية لتستطيع تحقيق كل ما عجزت عنه من قبل ،كان الأمر في البداية صعباً جداً فغياب النقل والمرافق جعل أمر الجامعة مستحيلاً لكنها لم تستسلم وقررت أن تبقى في الإقامة الجامعية رغم غياب أبسط المرافق التي تتلائم مع وضعها، لكنها كما تقول “جعلت وضعها يتلائم مع محيطها وليس العكس”.

حسيبة هي مؤلفة رواية “نسيان، عندما تزهر النهاية”. وقريباً ستصدر كتاب “رفض بطعم القبول” موجه خصيصاً لذوي الاحتياجات الخاصة. شاركت بكتابها في العديد من المعارض الدولية. ووُزِّع في دول أوروبية وعربية.

كما أنها شاركت في أول برلمان للشباب اليافع في الجزائر مع منظمة اليونيسيف، وكانت جزء من تبادلات ثقافية داخل وخارج الوطن .

تعمل حالياً على مشروع الكرسي المتحرك الذكي”smartwheelchair” وأطلقت حملة “be accessible please”. ومن خلال صفحتها على الانستغرام تحاول أن تشارك مع الناس حياتها، صعوباتها وكيف يمكن التغلب عليها بالإرادة والإيمان، كما أنها تعتبر من بين السباقين لصناعة المحتوى الموجه لهذه الفئة.

حالياً تعمل حسيبة على إطلاق حملة جديدة، ستكون الأولى من نوعها في الجزائر، كإنطلاقة لدمج كل الفئات دون النظر لاختلافهم. وهذا في سبيل أن تتغير نظرة المجتمع لهذه الفئة، ولتجعلهم هم أنفسهم يؤمنون بقدراتهم.

 

تحرير: ياسمين عبة

 

كل شيء على جو

"جو راديو jow radio" إذاعة شبابية ترفيهية فنية تبث من الجزائر عبر الأنترنيت وبشبكة برامجية ثرية ومتنوعة تجمع بين الفن والثقافة، الرياضة، الترفيه والكثير من الموسيقى على مدار الساعة، إضافة إلى تقديم مضامين ترفيهية وثقافية واجتماعية عبر منصاتها على الفايسبوك واليوتيوب والانستغرام .

زيدو حوسو
app